آلدار خليل: انتصار روج آفا يعني انتصار شمال وجنوب وشرق كردستان
صرح عضو لجنة الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، آلدار خليل، إن مصير أجزاء كردستان الأربعة مرتبط مع بعضه البعض، وقال: "انتصار روج آفا يعني انتصار شمال وجنوب وشرق كردستان".
صرح عضو لجنة الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، آلدار خليل، إن مصير أجزاء كردستان الأربعة مرتبط مع بعضه البعض، وقال: "انتصار روج آفا يعني انتصار شمال وجنوب وشرق كردستان".
أجاب عضو لجنة الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، على أسئلة وكالتنا فرات للأنباء (ANF) حول العزلة المشددة التي يعيشها القائد عبد الله أوجلان، والحرب بين إسرائيل وحماس، وقال خليل إن الحرب الحالية بين فلسطين وإسرائيل يمكن إيقافها بنموذج القائد عبد الله أوجلان وقال: "إن الطريق للخروج من هذا الوضع هو مشروع الأمة الديمقراطية والحياة المشتركة وحرية المرأة ونظام المجتمع الديمقراطي للقائد على أساس أخلاقي وسياسي، وسيتمكن كلا الشعبين من العيش معاً في نظام ديمقراطي وحر، فإذا تخلى الطرفان عن نموذج الدولة القومية وآمنا بمشروع الأمة الديمقراطية وعلما أن حقيقة الحياة الإنسانية مخفية في الحياة المشتركة والمتساوية، فلن يختارا أبدا نماذج الدول أو مؤسسات السلطة.
يعيش القائد عبد الله أوجلان في عزلة مشددة في إمرالي منذ 25 عاماً ولم يتلقى أي معلومات عنه منذ 33 شهراً، كما هو معروف فإن القائد بقي في شمال وشرق سوريا لفترة طويلة وهو معروف هنا، برأيك ما هي العلاقة أو الارتباط بين العزلة والهجمات على شمال وشرق سوريا؟
نعم، بقي القائد آبو في روج آفا كردستان قرابة 20 عاماً، وبشكل عام في سوريا ولبنان قاد النضال ودرب آلاف الكوادر في هذا المجال، وأسس تنظيم اجتماعي واسع، ومن هذه الساحة، قاد وعزز جميع مجالات العمل الأخرى، كما وعرف الثقافة الثورية في هذا المجال، وأصبحت تلك الثقافة ملكاً للمجتمع بأكمله وولدت فيها وطنية عميقة، كان القائد آبو يقف بنفسه على سير الأعمال النضالية ويتابعه، ولهذا السبب عندما تم أسر القائد آبو وتسليمه للاحتلال التركي ونقله إلى جزيرة إمرالي، عانت هذه الساحات من معاناة كبيرة، وكان لهذه الساحة رد فعل قوي وتبنى القائد حتى النهاية، وتوجه الآلاف من الشبيبة إلى جبال كردستان الحرة بهدف تبني قائدهم وحماية القيم التي بناها القائد بكدحه في الساحات، عندما بدأت مرحلة "ربيع الشعوب" في الشرق الأوسط، تطورت ثورة روج آفا في شمال وشرق سوريا، والآن أثمرت البذور التنظيمية التي زرعها القائد آبو في هذه الساحة، ولولا الأساس التنظيمي الذي أسسه القائد آبو، لما أمكن تحقيق مثل هذه المكتسبات، ورغم أن مرحلة الثورة في شمال وشرق سوريا لم تصل بعد إلى مستوى حقيقة الثورة المطلوبة بحسب فكر وفلسفة القائد آبو، إلا أنه لا يزال يحاول تمثيل التعريف الحقيقي للثورة، ويمكننا القول أن هذا الميراث التنظيمي، وهذا الفكر والفلسفة التي قدمها القائد آبو للبشرية من خلال كتابه بعنوان "مانيفستو الحضارة الديمقراطية" من جزيرة إمرالي كان الأساس لتطور ثورة روج آفا، وعلى هذا الأساس يتطور بناء مجتمع ديمقراطي أخلاقي وسياسي وبيئي على مبادئ حرية المرأة والمساواة بين الشعوب ذات الوعي القومي الديمقراطي، بمعنى آخر، وضع القائد آبو الأسس لذلك وفي مرحلة الثورة استدل شعب شمال وشرق سوريا الطريق من خلال فكر وفلسفة القائد آبو وتم تحقيق هذه المكتسبات بناءً على فكره وفلسفته.
عقلية أردوغان عقلية مستبدة وقمعية
ولهذا السبب دأبت دولة الاحتلال التركي على استهداف وعداوة ثورة روج آفا منذ اليوم الأول وشنت هجمات مختلفة على هذه المناطق، فهي من ناحية لا تريد أن يتم مشروع الرئاسة المشتركة في أي منطقة، ومن ناحية أخرى تريد الانتقام من هذه المناطق، لأن هذه المناطق من خلال فكر القائد تسعى للوصول إلى نظام ديمقراطي وحر، وتفرض الحكومة التركية عزلة مشددة على القائد حتى لا تنتشر آراؤه خارج جزيرة إمرالي ولكي لا يستفيد منها شعوب المنطقة، وفي الوقت نفسه، تكثف هجماتها على شمال وشرق سوريا بهدف تدمير النظام الديمقراطي الذي يجري بناؤه، عقلية أردوغان هي عقلية مستبدة وقمعية، فهو لا يريد أبداً أن تتطور الحرية والديمقراطية، وقد جعل عداوة الشعب الكردي هدفه الأول.
تريد دولة الاحتلال التركي فرض عزلة على روج آفا أيضاً
وكما هو معروف فإن الجمهورية التركية تأسست على أساس إنكار وتدمير الشعوب الأخرى التي تعيش على أراضي كردستان وتركيا وخاصة الكرد والأرمن، لقد تعرض شعبنا لهجمات وحشية لعدة قرون، ووصل الأمر مع حكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية إلى مستوى مرض فوبيا من الكرد، إنهم يريدون جعل الجميع يعتقد أنه إذا تحرر الكرد، فإن جمهوريتهم سوف تتدهور وتنهار، وبهذه الكذبة يواصل حزب العدالة والتنمية الحكم خداعه للشعب التركي، ولأن فكر وفلسفة القائد آبو من الأسس الضرورية لتنفيذ الديمقراطية والحرية فإن نظام حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية يخشى من فكر وفلسفة القائد آبو، وفي أي مكان يتطور فيه النظام الديمقراطي ووعي الحرية فهو يهاجم ذلك المكان، والحقيقة التي لا يمكن نسيانها هي أن مصير كافة أجزاء كردستان مرتبط ببعضها البعض، أي أن انتصار روج آفا يعني انتصار الإرادة الحرة لشمال كردستان وأيضاً انتصار شرق وجنوب كردستان، إن انتصار روج آفا عملياً يعني انتصار فكر وفلسفة القائد آبو، وفي الوقت نفسه تعني حرية القائد عبد الله أوجلان والحل السياسي للقضية الكردية وانتصار روج آفا، في شمال وشرق سوريا الكرد والعرب والسريان والآشوريون والتركمان والشركس إلخ، يعيشون حياة مشتركة ومتساوية معاً، ومبادئ حرية المرأة متصدرة في المقدمة، والآن هناك نساء في كافة المؤسسات والمجالس ودوائر العمل ولهن دور قيادي، لذلك عندما يفرض نظام حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية العزلة على القائد آبو فهو في الوقت نفسه يريد فرض عزلة على روج آفا أيضاً، وعندما يفرضون عقوبات انضباطية على القائد تتم في الوقت نفسه فرض عقوبات على روج آفا وعلى جميع المناضلين من أجل الحرية أيضاً.
وفي 10 تشرين الأول عام 2023، بدأت حملة على المستوى الدولي في 74 منطقة من العالم تحت شعار "الحرية لعبد الله أوجلان والحل السياسي للقضية الكردية"، وشكلت هذه الحملة مرحلة جديدة في نضال الشعب الكردي، والآن نرى بأن النضال من أجل الحرية والديمقراطية تجاوز حدود كردستان ووصل إلى المستوى الدولي بفضل مقاومة القائد آبو وفكره وفلسفته، ونرى اليوم الديمقراطيون ومحبي الإنسانية في العالم وفي جميع أجزاء كردستان الأربعة يتضامنون مع القائد آبو، لأنهم يرون الحلول لقضاياهم وقضايا العالم في حرية القائد آبو، لذلك يتبنون شخصية القائد آبو، ويقول شخصيات أممية إنهم يريدون حرية القائد آبو، لأن حريته تعني حل قضاياهم، وتعني حريتهم.
في يوم 7 تشرين الأول، أطلقت حركة حماس حملة "طوفان الأقصى" ضد إسرائيل، وتستمر الحرب بين حماس وإسرائيل في المنطقة منذ 7 تشرين الأول، وعندما ننظر إلى الهجمات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني وفي البث المباشر نجد بأن إسرائيلي ترتكب إبادة جماعية، وهذا يشبه عملية عفرين وسري كانيه وكري سبي وإعزاز وتل رفعت وجرابلس وغيرها من المدن بالنسبة للكرد وشعب سوريا، ما الفرق بين هجمات إسرائيل ودولة الاحتلال التركي؟
على رغم أن الصراعات بين المسلمين واليهود تعود إلى مرحلة بداية ظهور الدين الإسلامي، فالآن أيضاً تستمد هذه الصراعات أيضاً جذورها من حقبة بداية ظهور الدين الإسلامي أي ديانات التوحيدية السماوية، لكن في عام 1948 تحول هذا الصراع إلى صراع إثبات الوجود أو اللاوجود بالنسبة لشعب فلسطين، ورغم أنه تم التوصل إلى اتفاق بين الجانبين في أوسلو عام 1993 ونتج عنه تأسيس إدارة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة، إلا أنهما لم يستطيعا منذ ما يقرب من 30 عاماً من حل القضايا العالقة بينهما والتوصل إلى اتفاق دائم، ومنذ عام 1987 فصاعداً، ومع ظهور حركة حماس في فلسطين إلى جانب حركة التحرير الفلسطينية، وصلت حماس أيضاً إلى ميدان السلطة الحاكمة في مناطق السلطة الفلسطينية.
إن المشكلة الفلسطينية الإسرائيلية مستمرة منذ 75 عاماً، والسبب الرئيسي هو عدم ظهور مشروع حل للسلام والحرية والديمقراطية والاستقرار، وبمعنى آخر، المشروع الذي يصر عليه الطرفان هو مشروع الدولة القومية، لقد انتقل نظام الدولة القومية من القوى الغربية إلى منطقتنا، وبهذا النظام يعيش الشرق الأوسط أزمة واضطراب منذ ما يقرب من مائة عام، بما في ذلك الفلسطينيون والإسرائيليون، وفي يوم 7 تشرين الأول عام 2023، هاجمت حماس مهرجانًا للسلام واحتجزت مئات الأشخاص كرهائن، وبهذا أعلنت حماس الحرب على إسرائيل تحت اسم طوفان الأقصى، كما شنت إسرائيل هجوماً انتقامياً بكل قوتها دون الاستماع إلى النداءات الإنسانية والقوانين الدولية، وقد استغلت هجوم الحماس واستخدمتها كفرصة ومبرراً لها، وما زالت إسرائيل مستمرة في ذلك.
تركيا وإسرائيل تهاجمان أمام أعين العالم
ورغم وجود بعض الاختلافات بين قضية حماس وإسرائيل من جهة والحركة الكردية وتركيا من جهة أخرى، إلا أن الشيء المتشابه هو أن الشعب الفلسطيني أيضاً لديه قضية وهذه قضية مشروعة، والشعب يريد الحفاظ على وجوده والعيش بحرية على أراضيه، والشعب الكردي أيضاً يريد الحفاظ على وجوده التاريخي والعيش بحرية وسلام واستقرار على أراضيه، لكن على مدى قرون طويلة يتم تنفيذ سياسة إبادة واضطهاد الشعب الكردي في كردستان، كما وتستمر المجازر بلا هوادة، وأينما تحرك الشعب الكردي من أجل حريته يهاجمه الاحتلال التركي على الفور، ومن الأمثلة البارزة على ذلك شمال وشرق سوريا، ورغم أن الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا لم تهاجم دولة الاحتلال التركي ولم تعلن أي حرب عليها مثل حماس، إلا أن دولة الاحتلال التركي شنت عمليات عسكرية أمام أعين العالم واجتاحت (جرابلس والباب وعفرين وإعزاز وكري سبي وسري كانيه) وعملت على تغيير التركيبة السكانية لهذه المدن، كما ولا تزال مستمرة في هذه الأعمال في مناطق أخرى، وبات يعلم الجميع أن تركيا من أوائل الدول التي اعترفت بدولة إسرائيل رسمياً، ولا تزال علاقاتها الاستخباراتية والاقتصادية مستمرة حتى يومنا هذا، الأمر الآخر المتشابه في حالة تركيا وإسرائيل هو أن الدولتين تفعلان كل أنواع الإبادة اللاإنسانية أمام أعين العالم، لكن ما من موقف لاحدهم ضد أفعالهما.
الآن، سواء على الساحة الدولية أو بين شعوب العالم، هناك رد فعل ضد الهجمات الإسرائيلية، وقد تطور دعم كبير للشعب الفلسطيني، وهذا الدعم ورد فعل الشعبي هو من أجل إيقاف المجازر ضد الشعب الفلسطيني، ألا يمكن أن يكون رد الفعل والدعم من الناس في شمال وشرق سوريا موقفاً يمكن الاستفادة منه؟
يمكن للشعبين اليهودي والفلسطيني أن يعيشا معاً
الكل يعلم أن إسرائيل كان لها يد في المؤامرة الدولية في أسر القائد آبو، لكن ما يجب معرفته الآن هو أن حل القضية اليهودية وطريق خلاصهم ممكن بنموذج القائد آبو، إن المخرج من هذا الوضع هو مشروع الأمة الديمقراطية والحياة المشتركة وحرية المرأة والنظام الأخلاقي والسياسي لمجتمع ديمقراطي، وما هو مهم ألّا يقع الشعب الفلسطيني في فخ مشاريع نظام الدولة القومية، كما ويجب أن تظهر قادة بارزين داخل الحركة الفلسطينية وأن يعرف هؤلاء القادة مسؤوليتهم التاريخية ويتصرفوا وفقاً لها، كما وعليهم ألّا يتيحوا المال للمشاريع التي تؤجج الحرب وتزيد التوتر وتطيل أمده وتعمق الألم والمعاناة وعلى الشعب الفلسطيني أن يقبل بأن الشعب اليهودي هو أحد الشعوب الأصلية في المنطقة، وسيتمكن كلا الشعبين من العيش معا في نظام ديمقراطي وحر، فإذا تخلى الطرفان عن نموذج الدولة القومية وآمنا بمشروع الأمة الديمقراطية وعلما أن حقيقة الحياة الإنسانية مخفية في الحياة المشتركة والمتساوية، فلن يختارا أبدا نماذج الدول أو مؤسسات السلطة.
إن ما تفعله حركة حماس لا يجلب الحرية للشعب الفلسطيني، ولأنها تعتمد على الذهنية الدينية والقومية، فبدلاً من المطالبة بتغيير السلطة وسياسات الإبادة لنظام الحداثة الرأسمالية، فإنها تهدف إلى إنكار الشعب اليهودي وتدميره، الدعم العالمي هو دعم عاطفي وإنساني للشعب الفلسطيني، وأحياناً يوجد دعم مماثل لشمال وشرق سوريا، وعلى وجه الخصوص، رأى الجميع هنا كيف تم هزيمة تنظيم داعش الإرهابي، وفي الوقت نفسه شهدت الإنسانية وحشية دولة الاحتلال التركي وهجماتها على أراضينا، لكن من الضروري دعم مشروع الحل الذي يعتمد على نموذج القائد آبو لبناء حياة جديدة للبشرية جمعاء.